الأحد، 16 مارس 2014

البحث في المواقع الالكترونية و التحضير لأنشطة التربية الإسلامية


درس الأنشطة في مادة التربية الإسلامية فرصة للمتعلم من أجل إبراز وتنمية مهاراته التعلمية عمليا " تطبيقيا" وهي فرصة كذلك لاحتكاكه المباشر مع المادة المدرسة معرفيا وقيميا ومهارتيا مما يجعل حصة الأنشطة محطة مهمة لتحقيق الكفايات و جعل المتعلم يستدمج " الإدماج" مجموعة من المهارات سواء التواصلية أو مهارات البحث العلمي أو المهارات التعلمية " الملاحظة والتعبير والتلخيص والتحليل" وما يتبع ذلك من استبطان  قيم في وجدانه والتمرس عليها ميدانيا { قيم التواصل ،قيم  الأمانة العلمية ، قيم الاجتهاد }، كما أن درس الأنشطة فرصة للمتعلم لدمج معارفه العامة في تقديم النشاط .


الأنشطة في مادة التربية الإسلامية يكون دور المدرس فيها محدود جدا فمهمته تختصر في  التعريف بنوع النشاط والآليات التي سيتم تنزيل النشاط  بها ، ثم بعد ذلك يقتصر دوره على تقديم الملاحظات والتنويه بالعمل ، أما الدور الأساسي فيكون للمتعلم فهو من يقوم بالبحث و التخطيط والتنفيذ للنشاط في إطار من العمل المشترك بين مجموعة من التلاميذ  يتم اختيارها أو تختار نفسها للقيام بالمهمة أمام مجموعة الفصل والأستاذ .هذا الوضع يقلب المعادلة التقليدية في الفصل الدراسي فيجعل من المتعلم " مجموعة النشاط" من طرف مستقبل إلى طرف مرسل ومن المدرس من مقدم للدرس إلى متلقي  للنشاط .

هذا الوضع  الجديد يضع العملية التعليمية - التعلمية في مادة التربية الإسلامية  أمام سياق تعليمي جديد يفرض على مدرس المادة اليقظة ومضاعفة الجهد لتمرين المتعلم على تقنيات البحث والتواصل والإلقاء .

في هذا السياق أود الإشارة إلى مسألة في غاية الأهمية على أساس تأجيل أمور أخرى تتعلق بدرس الأنشطة إلى حلقات قادمة ،  و هي  مسألة تتعلق بتحضير الأنشطة من طرف المتعلم ، وبما أنه أصبح أمرا واقعا أن أغلب البحوث التي يقوم بها التلاميذ يكون مصدرها الشبكة العنكبوتية ، فإن  الوضع يطرح إشكال كبير عن مدى مصداقية هذه البحوث ، كما يجعل الأمر أكثر تعقيدا لأستاذ مادة التربية الإسلامية من عدة نواحي
*     مواقع الأنترنيت تعج بمواقع تتضمن مواضيع إسلامية إلا أن من هذه المواقع ما هو شيعي الانتماء فتجده مدبج بأدلة مأثورة من المصادر الشيعية ، وكثير هي الحالات التي وجدت فيها بحوث التلاميذ تستشهد أو تقتبس من هذه المواقع ، مما يجعل مدرس مادة التربية الإسلامية مضطرا قبل التحضير لدرس الأنشطة وبعده  إلى تنبيه التلاميذ وتحذيرهم من الوقوع في هذا الخطأ .
*    البحث في مواقع الأنترنيت تشجع على الكسل والخمول وتجعل المتعلم يقوم بعملية "النقل  التام "فقط ، ومن مصدر واحد ، بل وقد تجد بعض التلاميذ لا يكلفون أنفسهم حتى عناء كتابة الموضوع فيقومون بطباعته وتقديمه للأستاذ وعرضه  دون أن تتحقق الأهداف المرجوة من الأنشطة .
 هذه الاكراهات  تؤثر وبلا شك في تحقيق أهداف حصة الأنشطة في مادة التربية الإسلامية مما يستدعي وضع إستراتيجية وخطة عمل من طرف أساتذة المادة لتحقيق أهداف الأنشطة ، هذه الخطة أو الإستراتيجية ينبغي التعاقد عليها في العقد الديداكتيكي ، ومن أهم ما ينبغي أن تشمله :
* تحديد طريقة البحث و التحضير للأنشطة .
* رفض لكل عمل مطبوع قام التلميذ بنسخه من موقع ما دون عناء كتابته على الأقل .
* التشجيع على توسيع وسائل البحث ، والتنويه بكل عمل اعتمد أساسا على الكتب الورقية .
* ضرورة تضمين أي بحث أو نشاط بملاحظات المتعلم وتلخيصه واستنتاجاته .
*تحديد إذا أمكن المواقع الإلكترونية المعتبرة للبحث والاقتباس منها .
* إلزامية تحديد المصادر المعتمد في كل بحث أو نشاط .