الثانوية
التأهيلية الإمام الشطيبي غفساي
|
السنة الأولى بكالوريا
الـتـربـيـة الإســلامـيـة
الدرس النظري
الحصة
الأولى
الكفايات النوعية:
|
أهداف الدرس:
|
- تحديد آثار مبدأ الاستخلاف في السلوك المالي عند الفرد
والجماعة
- نقد السلوك المالي الفردي والجماعي
انطلاقا من مبدأ الاستخلاف
|
- التعرف على أهمية المال انطلاقا من نصوص شرعية
- استنتاج آثار مبدأ
الاستخلاف في ترشيد التعامل مع المال
- تعديل السلوك
الاستهلاكي وفق مبدأ الاستخلاف في المال
|
|
مبدأ الاستخلاف في المال في التصور الإسلامي
|
الوضعية المشكلة
في
إحدى البرامج الحوارية حول موضوع أسباب تخلف المسلمين حاول أحد الحضور أن يجيب
عن هذا السؤال من زاوية مختلفة حيث اعتبر أن مرد ذلك يعود بالأساس إلى نظرة
الإسلام إلى المال والحياة الدنيوية عموما و أن الإسلام ينظر إلى المال نظرة سلبية
ويعتبره فتنة ودعا الناس إلى عدم الاهتمام والافتتان به في مقابل الاهتمام
بالحياة الأخروية لأنها هي الحياة الأبدية ....
إلى
أي حد يستقيم هذا الموقف مع مفهوم المال في الإسلام؟ وما هو موقفك أنت من المال وما قيمته في
حياتك؟
|
النصوص
الشرعية المؤطرة
|
تدليل
الصعوبات
|
المستفاد
من النص
|
·
قال تعالى:"آَمِنُوا
بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ
فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ 7"
|
مسْتَخْلَفِينَ:نوابا
ووكلاء.
|
الله تعالى
هو المالك الحقيقي للمال ،أما الإنسان فهو مستخلف فيه.
|
·
عن مطرف عن
أبيه قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ ألهاكم التكاثر قال يقول ابن
آدم مالي مالي قال وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت
أو تصدقت فأمضيت" صحيح مسلم كتاب الزهد والرقائق.
|
التكاثر:التباري
والتنافس في كثرة المال والعز.
|
تصحيح النبي
صلى الله عليه وسلم لمفهوم الملكية،وبيانه أن مال الإنسان ما انتفع به
|
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {إِنَّ
الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ, وَإِنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا,
فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ؟ فَاتَّقُوا الدُّنْيَا, وَاتَّقُوا النِّسَاءَ}
|
خضرة:حسنة
جميلة
|
الغاية
من استخلاف الإنسان في الدنيا هو التمتع بها وفق مراد الله تعالى
|
ثانيا : الــــــــــتــــــــــــحــــــلـــــــــــــــــيــــــــــل
المحور الأول: مفهوم الاستخلاف في المال في التصور
الإسلامي:
·
1- مفهوم الاستخلاف: لغة من خلف يخلف خلفا، صار مكانه. واصطلاحا:
هو اختيار الله تعالى الإنسان لاستخلافه في الأرض وعمارتها ،بالحق والعدل والهداية
والصلاح ...
·
2- مفهوم الاستخلاف في المال :هو توكيل الله تعالى
الإنسان واختياره ليتصرف فيما أودعه عنده من مال بما يرضي الله تعالى.
·
3- مبدأ الاستخلاف في المال :
* يؤسس هذا المبدأ حقيقتين وهما :
·
- أن المال
مال الله:.يقول
تعالى"وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ..."النور33.
ويؤسس هذا المبدأ قاعدة أساسية لنظرة الإسلام إلى الملكية والحيازة فهو يعطي:
- مفهوما متميزا للملكية والحيازة حيث يجرد الإنسان من التملك الحقيقي
ويعتبره وكيلا.
·
الحصة
الثانية
|
المحور الثاني:- أهمية المال و قيمته في
الحياة الإنسانية:
1-
مفهوم المال:
2-
هو كل ما
يملكه الإنسان من متاع أو عروض تجارية أو عقارية أو نقود أو حيوان، وكل ما له قيمة
بين الناس شرط أن يكون الشارع الحكيم أباح التصرف والانتفاع به.
3-
حقيقة
المــــال وقيمته في الإسلام
يركز
الخطاب الشرعي على حقيقتين متكاملتين تؤسسان للرؤية الإسلامية للمال وهي أن :
*
المال قوام الحياة الإنسانية: به تنتظم
شؤون الحياة وهو زينة الحياة يقول تعالى" وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء[1]
أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً[2] ..."
سورة:النساء.آية:5.
لذلك
شرع الإسلام منظومة من الأحكام الضابطة لوجوه الكسب و الاستثمار و التدبير و
الاستهلاك...
*
المال شهوة و فتنة: يقر الإسلام أن التملك غريزة في الإنسان لذلك لا بد من
تعبئة روحية وأخلاقية لتهذيب هذه الغريزة وحب المال..يقول الله تعالى:"
زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ
وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ
الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ }سورة :آل عمران.آية14 و يقول سبحانه: "وَاعْلَمُواْ
أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ
عَظِيمٌ " سورة: الأنفال . آية:28.
*التوفيق
بين الحقيقتين : فالمال به تقوم الحياة وتستقيم ،
وبه يتقرب العبد إلى ربه بإنفاقه في الحلال والتصدق به على الفقراء وعندها يكون
نعمة و وسيلة لتحقيق الحياة السعيدة ونيل رضا الله تعالى ، لكن في نفس الوقت حذر
الإسلام من المال إذا تحول إلى غاية في
ذاته ووسيلة للهدم والفساد والتسلط وسببا في معصية الله.
المحور الثالث :ضوابط الاستخلاف في المال في التصور
الإسلامي و كيف هذب الإسلام غريزة التملك؟
*1- ضوابط الاستخلاف في المال في التصور الإسلامي
لتحيق
الاستخلاف في المال وفق التصور الإسلامي لا بد من الالتزام بمجموعة من الضوابط والمحفزات
منها:
الضابط
الاجتهادي : ونقصد به ضرورة وجود علماء في الاقتصاد والشريعة
لضبط العلاقات الاقتصادية وفق مراد الله تعالى .
الضابط
الاعتقادي : استحضار
الرقابة الإلهية في كل تصرفاتنا المالية من حيث الكسب و الإنفاق، مع الإيمان بأن
المال مال الله وأن الإنسان سيحاسب عليه .
الضابط
الخلقي : اعتبار المال وسيلة لتحقيق الخير والنفع لا
وسيلة للتسلط وإيذاء الآخرين، كما يؤدي الالتزام بهذا الضابط إلى تجنب الرشوة
والاحتكار والغش.
الضابط
الاجتماعي: يؤدي إلى تحقيق التكافل الاجتماعي
ومحاربة الشجع وحب المال في النفس وأداء حق الله من زكاة وكفارات مالية وصدقات .
الضابط
الاقتصادي : استثمار المال في مشاريع تنموية وذلك بالاستثمار
الكامل للمال و استثماره في المجالات الحيوية التي يحتاج إليها المجتمع.
ضابط
التوجيه والتخطيط.
*2- كيف هذب الإسلام غريزة التملك:
-
يهدف الإسلام
إلى تهذيب غريزة التملك وجعلها أداة لتحقيق المنفعة العامة والخاصة وتحقيق مرضاة الله والفوز بالآخرة وذلك باعتماد
منهج يقوم على:
- عقديا: ربط دوافع السلوك البشري بعلة غائية
متمثلة في استحضار رقابة الله تعالى و الحياة الأخرى .
- تشريعيا:
ربط المسلم بمنظومة تشريعية متكاملة تضمن تحقيق التوازن في تعامل الفرد مع
المال...
- أخلاقيا: تنبيه الإنسان إلى ضرورة الكدح ، و
مواجهة الافتتان بالمال و نزعات التملك و التسلط...
* هذا المنهج
كما يحرر من سطوة المال ،فإنه يؤسس لمفهوم جديد لتملك يقوم على الزهد بمعناه الإيجابي و يقود الإنسان
إلى الإحساس بأنه يملك جميع الطيبات في هذه الدنيا ، ما دام يملك كفايته.
المحور الرابع :آثار مبدأ الاستخلاف في ترشيد تعامل
المجتمع مع المال:
يعيش
العالم على وقع أزمة عالمية خطيرة تعود أسبابها إلى النظام الاقتصادي العالمي
الذي قسم العالم إلى متقدم ومتخلف
وجعل 80% من الثروة في
يدي 20 % من سكان
العالم و80 % من سكان
العالم يعيشون على فتات 20 % من ثروة
هذه الأرض ، كما أن هذا النظام أباح الحروب واستعمار البلدان وأحل الربا واستغلال
الفقراء من أجل الربح وتكديس الأموال ، فكيف يمكن أن نبين للعالم آثار تصور
الإسلام للمال في حل المشكلات الاقتصادية والاجتماعية.{ وذلك من خلال توضيح أن تصور الإسلام للمال يهدف إلى :}
-
التوفيق
بين الدوافع الذاتية والمصالح الاجتماعية.
-
ترشيد تعامل الفرد و المجتمع مع المال، بحيث يرشد هذا المنهج إلى كون المال
وسيلة لا غاية .
-
التوفيق بين الدوافع الذاتية و المصالح الاجتماعية. حيث جعل الملكية
الفردية في خدمة المجتمع حيث أنها تساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية.
-
جعل التكافل الاجتماعي واجبا شرعيا على المجتمع، إذ معه يختفي التفاوت
الطبقي الفاحش و يحل الاستقرار و السلام الاجتماعيين.
امتداد
سلوكي:
-
قاعدة مهمة
جداً:
|
-
أطبق:
|
-
*أهل الدنيا يرون الإعطاء مغرماً.
-
*أهل
الإيمان يرون العطاء مغنماً،هو يسعد حينما يعطي.
|
-
*إن أردت أن
تعرف نفسك من أهل الدنيا, أم من أهل الآخرة؛ ما الذي يسعدك: تعطي ، أم تأخذ؟
|
التكوين
الذاتي:
-
*- بم ترد على
من يدعي أن الإسلام يتضمن توجيهات تحقر من شأن الدنيا والمال والثورة، وتحد من
فاعلية الكسب والاستثمار؟
-
*- بين دور
الإيمان باليوم الآخر والحساب في حفز المسلم على تهذيب غريزة حب التملك لديه؟
الأستاذ
: علال المديني
*
وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة *
galamtarbiya.blogspot.com